الخميس، 29 نوفمبر 2007

ميثاق الوحدة

التاريخ:14-11-2007

حركة وجيش تحرير السودان

حركة العدل و المساوة – القيادة الثورية الميدانية

الجبهة الشعبية الديمقراطية

الجبهة الثورية السودانية

ميثاق الوحدة

نحن الموقعين ادناه قيادات فصائل وقطاعات حركة جيش تحرير السودان وحركة العدل و المساوة – القيادة الثورية الميدانية والجبهة الشعبية الديمقراطية و الجبهة الثورية السودانية و بكامل ارادتنا وبقوة عزيمتنا وايمانا منا بضرورة الوحدة تلبية لتحقيق مطالب شعبنا وتطلعات قواتنا المقاتلة الباسلة ونزولا لرغبة الضحايا قد قررنا ان نتوحد فى جسم واحد جامع لكل مكوناتنا السياسية وقادر على مواجهة التحديات السياسية والعسكرية والانسانية حفاظا على العهد الذى قطعناه مع الشهداء والجرحى والوعد الذى حررناه لشعبنا فى برنامجنا السياسى وتقديرا لجهود اصدقاءنا واحتراما للمواقف المشرفة لشعوب العالم التى ساندت قضيتنا, فقد قررنا ان نتوحد تحت اسم حركة\ جيش تحرير السودان بعد تكوين لجنة تمثل كل فصيل للقيام بمهمة الوحدة وانجازها قبل مغادرة مدينة جوبا مع اعطاءها كامل الصلاحيات فيما تقرر مع أعمال مبدأ التراضى والتشاور والمشاركة.

وتعاهدنا على ان تكون وحدتنا على المرتكزات الاتية:-

1- التنازل الكامل عن الالقاب الرئاسية والقيادية

2- حل كافة المؤسسات السياسية والعسكرية واعادة هيكلتها

3- تكليف المؤسسات القائمة بتسيير الاعمال لحين اكتمال مهام اللجنة المكلفة بأجراءات الوحدة

4- ان تقوم هذه الوحدة على المنهج والبرامج السياسية والدستور والقانون واللوائح التى تحمى الوحدة من التشوهات والتفلتات

5- ان تؤدى وحدتنا الى اختيار الجسم المناسب الذى يحفظ هذا الكيان موحدا وقادرا على انجاز برنامج الوحدة مؤمنا بمشروع الكفاح المسلح مع فريق من المتطوعين لبرنامج التحرير.

الاسم

1- محمد على كلاى

2- احمد عبدالشافع توبا

3- ابراهيم احمد ابراهيم

4- صديق عبدالكريم ناصر (صديق مساليت)

5- د. صالح ادم اسحاق

6- محمد صالح حامد (حربة)

7- هارون احمد حران

8- صديق محمد عبد الرحمن اندر(تحفظ على الإسم )

9- موسى حسان موسى

10- الحاج يونس أبكر

تم توقيعه بجوبا فى جنوب السودان بتاريخ: 14-11-2007

الجمل سفينة الصحرا

martedì, novembre 27, 2007

Cammelli da combattimento per la missione ONU in Darfur

Nonostante il grande sforzo diplomatico delle Nazioni Unite per l'approvazione della missione di pace in Darfur, il contingente ONU-Unione Africana stenta a prendere corpo. I Paesi occidentali non sono propensi a fornire l'adeguato supporto tecnico e logistico per la missione, ovvero i mezzi di trasporto aerei e terrestri per il trasporto di persone e materiali e per il controllo delle aree a rischio, sembra a causa della scarsa fiducia riposta nella professionalità del comando operativo della missione, che sarà esclusivamente africano, come ha preteso Karthoum. D'altro canto il Sudan ne ostacola il dispiegamento, sperando in un allungarsi estenuante dei tempi. Entro la fine dell'anno, ormai alle porte, i 26.000 uomini che avrebbero dovuto sopperire all' inefficacia dei 7000 soldati dell'Unione Africana appaiono una lontana speranza più che una prossima realtà.

E' soprattutto la mancanza di mezzi a preoccupare. Per questo l'ONU ha richiesto formalmente all'India di impiegare in Darfur i suoi cammelli "combattenti", animali addestrati a seguire i soldati, anche strisciando per terra, trasportare armi, munizioni, viveri e acqua.
I cammelli, usati in operazioni militari al confine con il Pakistan, non reagiscono alle esplosioni e agli spari. L'India si è detta subito pronta a inviare almeno 60 dei suoi 700 quadrupedi addestrati.
Una proposta, in assenza di elicotteri e aerei, che suona come una beffa di fronte alla efferatezza della guerra in Darfur.

Etichette: Darfur, UNAMID

الأربعاء، 7 نوفمبر 2007

أطفال دارفور على سفينة نوح الفرنسية


أطفال دارفور على سفينة نوح الفرنسية
كمال الدين بلال / لاهاي
تناولت وسائل الإعلام العالمية قضية محاولة اختطاف 103 من الأطفال السودانيين والتشاديين عبر طائرة خاصة من مطار أبشي التشادي من قبل منظمة فرنسية تسمى ''لارش دو زوي'' بزعم أنهم أيتام وتود توفير أسر بديلة لتتبناهم.
تعددت ردود الأفعال الدولية على العملية حيث استنكرتها معظم المنظمات الدولية لمخالفتها للقانون الدولي خاصة المادة «35» من الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل لعام 1989 التي تمنع اختطاف الأطفال أو بيعهم أو الاتجار بهم لأي غرض من الأغراض أو بأي شكل من الأشكال. هذا وقد رجح الناطق الرسمي باسم المفوضية السامية للاجئين عدم كون الأطفال المعنيين أيتاماً، كما أكدت وزيرة الدولة الفرنسية للشئون الخارجية ''راما ياد'' السنغالية الأصل بأن العملية غير قانونية وغير مسئولة وأكدت أن القضية تمت إحالتها إلى القضاء ووزارة الداخلية والهجرة. أود في هذه السانحة أن القي الضوء على القضية من خلال المعلومات التي استطعت جمعها حول المنظمة وأهداف العملية المشبوهة ومدى علاقة السلطات الفرنسية بالأمر.
تفيد المعلومات المتوافرة أن المنظمة تأسست في عام 2005 بعد كارثة المد البحري تسونامي، وقد استعارت المنظمة أسم طفلة اندونيسية تسمى (Zoë) نجت من الكارثة لاستخدامه في أسماً للمنظمة إضافة لكلمة (Arche) الفرنسية التي تعني سفينة ليصبح أسم المنظمة ''سفينة زوي'' على وزن ''سفينة نوح'' التي وهبت الحياة للبشر بعد الفيضان. تشتهر المنظمة بانتقادها اللاذع على صفحتها على الانترنت للأمم المتحدة وتتهمها باللين في التعامل مع الحكومة السودانية حول ملف دارفور، وتزعم بوجود أكثر من «800» ألف طفل في الإقليم بدون عائل يموت واحد منهم كل خمس دقائق، وتؤكد أنها لن تظل مكتوفة الأيدي حيال الأمر رضى من رضي وسخط من سخط. وقد قامت المنظمة وفقا لوسائل الإعلام الغربية بالاتصال بوزارة الخارجية الفرنسية منذ مايو الماضي عدة مرات وأخبرتها بخطتها في نقل أطفال سودانيين من تشاد، ونصحتها وزارة الخارجية الفرنسية بعدم فعل ذلك ولكن لم تمنعها على حسب زعم المنظمة. وهذه المعلومة
تنفي صحة تصريحات وزيرة الدولة الفرنسية للشئون الخارجية بأن المنظمة قامت بالعملية بشكل سري دون موافقة السلطات الفرنسية ودون إبلاغ أحد عن نواياها. وعادت الوزيرة وصرحت لاحقا بأن بلادها قامت بكل ما تستطيع لمحاولة منع المسئولين عن نقل أطفال دارفور من تنفيذ مشروعهم. ويتضمن هذا التصريح اعترافاً ضمنياً بالمعرفة المسبقة لوزارة الخارجية بخطط المنظمة.
كشفت التحقيقات الأولية وبعض شهادات الأطفال المخطوفين بأن أعضاء المنظمة استدرجوهم في غياب ذويهم بالحلوى والبسكويت خارج معسكرات النازحين مما ينفي صفة اليتم عن الضحايا وهي الصفة التي ترتكز اليها مزاعم المنظمة، فمن الواضح أن المنظمة منظمة مراهقة لا تراعي المواثيق الدولية وتتكسب من المآسي الإنسانية في المناطق التي تقل أو تنعدم فيها الرقابة الحكومية، فقد أبرمت عقوداً مع حوالي «300» أسرة فرنسية وبلجيكية لتبني هؤلاء الأطفال مقابل مبالغ مالية طائلة استلمتها كشيكات تصرف بمجرد تسليمهم، وقد خالفت المنظمة هذا الاتفاق وصرفت بعض تلك الشيكات لتغطية نفقات الرحلة الفاشلة التي كلفت «550» ألف يورو منها «167» ألف قيمة أجرة طائرة البوينج، وقد ترتب على صرف هذه الشيكات قيام بعض الأسر برفع دعاوى قضائية ضد الشركة لإخلالها بالعقد.
لا بد هنا من توضيح أن الدول الأوربية تعاني من مشكلة شيخوخة مجتمعاتها حيث ترتفع نسبة كبار السن وتنخفض نسبة الأطفال لعدة أسباب، أولها انخفاض خصوبة المرأة الأوربية بسبب تأخر سن الإنجاب، ثانيا ارتفاع نسبة العقم بسبب طبيعة الغذاء الذي تكثر فيه المواد الحافظة، وأخيراً بسبب تفضيل بعض النساء عدم الإنجاب للحفاظ على رشاقتهن. هذا إضافة لكون أن الكثير من كبار السن الأوربيين يتأثرون بما يشاهدونه عبر وسائط الإعلام حول الأوضاع الإنسانية
المزرية في معسكرات اللاجئين في إقليم دارفور مما يجعلهم يتحمسون لفكرة تبني أطفال من الإقليم بهدف توفير فرص حياة أفضل لهم.
كل هذه الأسباب مجتمعة تجعل من تلك الأسر الأوربية التي كانت ترغب في تبني أطفال من إقليم دارفور ضحايا للمنظمة المذكورة مثلهم مثل الأطفال، ففكرة أن يكون هدف هذه الأسر استغلال هؤلاء الأطفال جنسيا أو بيع أعضائهم أو استرقاقهم أمراً مستبعداً في ظل القوانين الأوربية الصارمة تجاه حماية حقوق الطفل.
يبدو أن المنظمة كانت ترغب في تقديم طلب لجوء سياسي لهؤلاء الأطفال وذلك حتى يمكنها إدخالهم للأراضي الفرنسية بصورة قانونية حيث أن طالب اللجوء لا يشترط أن يدخل البلاد بتأشيرة دخول أو جواز سفر أو حتى وثيقة هوية، كما حاولت المنظمة أن تظهر الأطفال كأنهم يعانون من أمراض ذات علاقة بسوء التغذية لتفرض على فرنسا قبولهم على أساس إنساني لانحدارهم من منطقة نزاع
مسلح. والجدير بالذكر أن الدول الأوربية تقوم بمجرد دخول طالب لجوء قاصر إليها بالبحث له عن أسرة بديلة ترعاه لتوفر له الدفء الأسري الذي فقده.
هذه الفضيحة ذات العيار الثقيل لا شك انها وضعت باريس في حرج شديد، خاصة وأنها تستضيف بعض قادة الحركات المسلحة كما تنوي نشر بعض قواتها على الحدود التشادية مع السودان، ومن ناحية أخرى تمثل هذه الفضيحة صفعة مؤلمة للمنظمات الإنسانية التي تنشط في إقليم دارفور حيث أظهرتها وكأنها جميعاً تمتلك أجندة خفية، ولا ننسى أن السودان شهد من قبل فضيحة منظمة البارونا كوكس التي أدعت وجود سوق نخاسة للبشر في السودان.

أطفال دارفور على سفينة نوح الفرنسية


أطفال دارفور على سفينة نوح الفرنسية
كمال الدين بلال / لاهاي
تناولت وسائل الإعلام العالمية قضية محاولة اختطاف 103 من الأطفال السودانيين والتشاديين عبر طائرة خاصة من مطار أبشي التشادي من قبل منظمة فرنسية تسمى ''لارش دو زوي'' بزعم أنهم أيتام وتود توفير أسر بديلة لتتبناهم.
تعددت ردود الأفعال الدولية على العملية حيث استنكرتها معظم المنظمات الدولية لمخالفتها للقانون الدولي خاصة المادة «35» من الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل لعام 1989 التي تمنع اختطاف الأطفال أو بيعهم أو الاتجار بهم لأي غرض من الأغراض أو بأي شكل من الأشكال. هذا وقد رجح الناطق الرسمي باسم المفوضية السامية للاجئين عدم كون الأطفال المعنيين أيتاماً، كما أكدت وزيرة الدولة الفرنسية للشئون الخارجية ''راما ياد'' السنغالية الأصل بأن العملية غير قانونية وغير مسئولة وأكدت أن القضية تمت إحالتها إلى القضاء ووزارة الداخلية والهجرة. أود في هذه السانحة أن القي الضوء على القضية من خلال المعلومات التي استطعت جمعها حول المنظمة وأهداف العملية المشبوهة ومدى علاقة السلطات الفرنسية بالأمر.
تفيد المعلومات المتوافرة أن المنظمة تأسست في عام 2005 بعد كارثة المد البحري تسونامي، وقد استعارت المنظمة أسم طفلة اندونيسية تسمى (Zoë) نجت من الكارثة لاستخدامه في أسماً للمنظمة إضافة لكلمة (Arche) الفرنسية التي تعني سفينة ليصبح أسم المنظمة ''سفينة زوي'' على وزن ''سفينة نوح'' التي وهبت الحياة للبشر بعد الفيضان. تشتهر المنظمة بانتقادها اللاذع على صفحتها على الانترنت للأمم المتحدة وتتهمها باللين في التعامل مع الحكومة السودانية حول ملف دارفور، وتزعم بوجود أكثر من «800» ألف طفل في الإقليم بدون عائل يموت واحد منهم كل خمس دقائق، وتؤكد أنها لن تظل مكتوفة الأيدي حيال الأمر رضى من رضي وسخط من سخط. وقد قامت المنظمة وفقا لوسائل الإعلام الغربية بالاتصال بوزارة الخارجية الفرنسية منذ مايو الماضي عدة مرات وأخبرتها بخطتها في نقل أطفال سودانيين من تشاد، ونصحتها وزارة الخارجية الفرنسية بعدم فعل ذلك ولكن لم تمنعها على حسب زعم المنظمة. وهذه المعلومة
تنفي صحة تصريحات وزيرة الدولة الفرنسية للشئون الخارجية بأن المنظمة قامت بالعملية بشكل سري دون موافقة السلطات الفرنسية ودون إبلاغ أحد عن نواياها. وعادت الوزيرة وصرحت لاحقا بأن بلادها قامت بكل ما تستطيع لمحاولة منع المسئولين عن نقل أطفال دارفور من تنفيذ مشروعهم. ويتضمن هذا التصريح اعترافاً ضمنياً بالمعرفة المسبقة لوزارة الخارجية بخطط المنظمة.
كشفت التحقيقات الأولية وبعض شهادات الأطفال المخطوفين بأن أعضاء المنظمة استدرجوهم في غياب ذويهم بالحلوى والبسكويت خارج معسكرات النازحين مما ينفي صفة اليتم عن الضحايا وهي الصفة التي ترتكز اليها مزاعم المنظمة، فمن الواضح أن المنظمة منظمة مراهقة لا تراعي المواثيق الدولية وتتكسب من المآسي الإنسانية في المناطق التي تقل أو تنعدم فيها الرقابة الحكومية، فقد أبرمت عقوداً مع حوالي «300» أسرة فرنسية وبلجيكية لتبني هؤلاء الأطفال مقابل مبالغ مالية طائلة استلمتها كشيكات تصرف بمجرد تسليمهم، وقد خالفت المنظمة هذا الاتفاق وصرفت بعض تلك الشيكات لتغطية نفقات الرحلة الفاشلة التي كلفت «550» ألف يورو منها «167» ألف قيمة أجرة طائرة البوينج، وقد ترتب على صرف هذه الشيكات قيام بعض الأسر برفع دعاوى قضائية ضد الشركة لإخلالها بالعقد.
لا بد هنا من توضيح أن الدول الأوربية تعاني من مشكلة شيخوخة مجتمعاتها حيث ترتفع نسبة كبار السن وتنخفض نسبة الأطفال لعدة أسباب، أولها انخفاض خصوبة المرأة الأوربية بسبب تأخر سن الإنجاب، ثانيا ارتفاع نسبة العقم بسبب طبيعة الغذاء الذي تكثر فيه المواد الحافظة، وأخيراً بسبب تفضيل بعض النساء عدم الإنجاب للحفاظ على رشاقتهن. هذا إضافة لكون أن الكثير من كبار السن الأوربيين يتأثرون بما يشاهدونه عبر وسائط الإعلام حول الأوضاع الإنسانية
المزرية في معسكرات اللاجئين في إقليم دارفور مما يجعلهم يتحمسون لفكرة تبني أطفال من الإقليم بهدف توفير فرص حياة أفضل لهم.
كل هذه الأسباب مجتمعة تجعل من تلك الأسر الأوربية التي كانت ترغب في تبني أطفال من إقليم دارفور ضحايا للمنظمة المذكورة مثلهم مثل الأطفال، ففكرة أن يكون هدف هذه الأسر استغلال هؤلاء الأطفال جنسيا أو بيع أعضائهم أو استرقاقهم أمراً مستبعداً في ظل القوانين الأوربية الصارمة تجاه حماية حقوق الطفل.
يبدو أن المنظمة كانت ترغب في تقديم طلب لجوء سياسي لهؤلاء الأطفال وذلك حتى يمكنها إدخالهم للأراضي الفرنسية بصورة قانونية حيث أن طالب اللجوء لا يشترط أن يدخل البلاد بتأشيرة دخول أو جواز سفر أو حتى وثيقة هوية، كما حاولت المنظمة أن تظهر الأطفال كأنهم يعانون من أمراض ذات علاقة بسوء التغذية لتفرض على فرنسا قبولهم على أساس إنساني لانحدارهم من منطقة نزاع
مسلح. والجدير بالذكر أن الدول الأوربية تقوم بمجرد دخول طالب لجوء قاصر إليها بالبحث له عن أسرة بديلة ترعاه لتوفر له الدفء الأسري الذي فقده.
هذه الفضيحة ذات العيار الثقيل لا شك انها وضعت باريس في حرج شديد، خاصة وأنها تستضيف بعض قادة الحركات المسلحة كما تنوي نشر بعض قواتها على الحدود التشادية مع السودان، ومن ناحية أخرى تمثل هذه الفضيحة صفعة مؤلمة للمنظمات الإنسانية التي تنشط في إقليم دارفور حيث أظهرتها وكأنها جميعاً تمتلك أجندة خفية، ولا ننسى أن السودان شهد من قبل فضيحة منظمة البارونا كوكس التي أدعت وجود سوق نخاسة للبشر في السودان.
داخل

السبت، 27 أكتوبر 2007

نبذة تاريخية عن الصراع في دارفور

دارفور.. ماذا يجري على يسار العالم العربي؟!

دارفور.. التاريخ والقبائل والجنجاويد

محمد جمال عرفة **

اضغط لتكبير الخريطة

يقع إقليم دارفور في أقصى غرب السودان، وتشكل حدوده الغربية الحدود السياسية للسودان في تلك الجهة مع ليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد، وتسكنه عرقيات إفريقية وعربية؛ من أهمها "الفور" التي جاءت تسمية الإقليم منها، و"الزغاوة"، و"المساليت"، وقبائل "البقارة" و"الرزيقات". وتمتد جذور بعض هذه المجموعات السكانية إلى دول الجوار، خاصة تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى.

وكانت دارفور في السابق مملكة إسلامية مستقلة تَعاقب على حكمها عدد من السلاطين، كان آخرهم السلطان علي دينار، وكان للإقليم عملته الخاصة وعلَمه، ويحكم في ظل حكومة فيدرالية يحكم فيها زعماء القبائل مناطقهم، وكانت هذه الفيدراليات مستقلة تماما حتى سقطت في الحقبة التركية.

وقد اتجه أهل دارفور خلال الحكم التركي الذي استمر نحو 10 سنوات لأسلوب المقاومة، وشكل الأمراء والأعيان حكومات ظل كانت مسئولة عن قيادة جيش دارفور الموحد الذي كان يشن عمليات المقاومة ضد الجيش التركي. كما شهد الإقليم عدة ثورات؛ من أشهرها ثورة السلطان هارون التي دحرها غردون باشا عام 1877، وثورة مادبو بمدينة الضعين، وثورة البقارة. وعند اندلاع الثورة المهدية سارع الأمراء والزعماء لمبايعة المهدي ومناصرته حتى نالت استقلالها مجددا.

ولم يدم استقلال الإقليم طويلا؛ حيث سقط مجدداً تحت حكم المهدية عام 1884 الذي وجد مقاومة عنيفة حتى سقطت المهدية عام 1898، فعاد السلطان علي دينار ليحكم دارفور.

وعند اندلاع الحرب العالمية الأولى أيد سلطان دارفور تركيا التي كانت تمثل مركز الخلافة الإسلامية؛ الأمر الذي أغضب حاكم عام السودان، وأشعل العداء بين السلطنة والسلطة المركزية، والذي كانت نتيجته الإطاحة بسلطنة دارفور وضمها للسودان عام 1917.

وقد تأثر إقليم دارفور -كما يقول الكاتب مأمون الباقر- بالثقافة الإسلامية قبل دخول المستعمرين؛ فأقيمت المدارس الدينية لتعليم القرآن والشريعة الإسلامية، وتم إرسال العديد من أبناء الإقليم إلى الدراسة في الأزهر الشريف؛ حيث خصص "رواق دارفور" منذ تلك الفترة، كما كانت هناك نهضة ثقافية وفكرية ساهمت في تلاحم القبائل.

ومما يذكره التاريخ عن السلطان علي دينار أنه كان يكسو الكعبة المشرفة سنويا، ويوفر الغذاء لأعداد كبيرة من الحجاج فيما يعرف عند سكان الإقليم بـ"قدح السلطان علي دينار" أو "أبيار علي".

وقد مرت على إقليم دارفور الكثير من التطورات والتدخلات التي أثرت على اختلاف ثقافات المنطقة وتنوع أعراقه، خصوصا مع توطن قبائل من الرحل من غير سكان الإقليم، ومع ظهور الدول الأفريقية نتيجة التقسيم الجغرافي وتعاظم الصراعات المسلحة في المنطقة بدأت تظهر أنواع من الانعزال المكاني والانعزال الاجتماعي والانعزال الفكري.

وأصبح أكثر من 85% من الصراعات القبلية في السودان يدور في دارفور.. تلك المنطقة التي تمتد على مساحة 510 ألف كيلومتر، ويبلغ عدد سكانها ما يقارب 6 ملايين نسمة!

وساهم في تصاعد هذه الحروب والصراعات المسلحة عدة أمور إضافة إلى التركيبة القبلية التي تتحرك في فضائها الأحداث الدامية في الفاشر والجنينة وقولو وكرنوي؛ بحيث يمكن القول بأن ما حدث نتيجة أخطاء بشرية وتدخل خارجي.

فليس سرا أن إدخال السلاح بكميات كبيرة لهذه المنطقة الملتهبة في العديد من الصراعات الداخلية (لمواجهة حركة التمرد الجنوبية)، وفي الصراعات الخارجية (القتال في تشاد وأفريقيا الوسطى) أدى لانتشار تجارة السلاح في المنطقة.

ويروي الأستاذ جبر الله خمسين فضيلي في استطلاع لصحيفة "الحياة" السودانية -وهو محام من أبناء دارفور- رواية عن أول دفعة من السلاح دخلت دارفور بكميات كبيرة؛ حيث يقول: "الجبهة الوطنية التي كانت تقود المعارضة ضد حركة مايو بزعامة الرئيس جعفر نميري أدخلت كمية كبيرة من السلاح.. عندما كانت تعد لانتفاضة 2 يوليو 1976م.. وقد خزنت هذا السلاح في 20 حفرة بوادي هور على مسافة بضعة كيلومترات من بئر مواطن كباشي يدعى ود الفضل.. تقع في وادي هور.. هذا السلاح تسرب لدارفور عندما بدأ الحوار بين الجبهة والنظام حول المصالحة يومها.. ولتأكيد حسن نيتها وجديتها أهدت الجبهة الوطنية هذا السلاح للجيش وأرشدت على مكانه.. وبالفعل ذهبت قوة من الجيش -القيادة الغربية بالفاشر- لإحضار ذلك السلاح، ولكنها وجدت بعض الحفر أخليت، وأخذ منها السلاح، وذهب لأيادي المواطنين من أبناء دارفور.. وكانت هذه هي بداية انتشار السلاح في دارفور.

أما الدفعة الثانية من السلاح التي دخلت دارفور فقد جاءت مترتبة على النزاعات التشادية؛ حيث كانت دارفور مسرحا ومعبرا للسلاح بين الخصماء والجهات الداعمة لهم.. بل إن التداخل القبلي في المناطق الحدودية وعدم وجود موانع طبيعية للفصل بين البطون السودانية وغيرها شجع العديد من القبائل الحدودية المشتركة على العبور إلى داخل الأراضي السودانية لنصرة فروع القبيلة، والوقوف معها في صراعاتها ضد القبائل الأخرى.

ويقول مؤرخون سودانيون: إن تسليح المليشيات العربية من المسيرية والرزيقات منذ عام 1986م من قبل حكومة الصادق المهدي "بهدف مواجهة تمدد حركة جارانج"، واستمرار التسليح في عهد الرئيس البشير لمواجهة التمرد في جنوب السودان قد ساهم أيضا بصورة كبيرة في انفلات الأمن في دارفور.

القبائل في دارفور

تنقسم القبائل في دارفور إلى "مجموعات القبائل المستقرة" في المناطق الريفية مثل: "الفور" و"المساليت" و"الزغاوة"، و"الداجو" و"التنجر" و"التامة"، إضافة إلى "مجموعات القبائل الرحل" التي تتنقل من مكان لآخر، ووفدت للمنطقة مثل: "أبالة" و"زيلات" و"محاميد" و"مهريه" و"بني حسين" و"الرزيقات" و"المعالية". وغالبية سكان دارفور مسلمون "سنّة".

وغالبية القبائل المستقرة من الأفارقة، ويتكلمون لغات محلية بالإضافة للعربية، وبعضهم من العرب، أما غالبية قبائل الرحل فهم عرب ويتحدثون اللغة العربية، ومنهم أيضا أفارقة.

وقد عاش الرحل والمجموعات المستقرة وشبه الرعوية والمزارعون في دارفور في انسجام تام منذ قديم الزمان، وهناك علاقات مصاهرة بينهما، واعتادت مجموعات الرحل التنقل في فترات الجفاف إلى مناطق المزارعين بعد جني الثمار، وهذه العملية يتم تنظيمها في اتفاقيات محلية بين القبائل، وإن لم يخلُ الأمر -في أوقت الجفاف والتصحر- من بعض المناوشات المتكررة بين الرحل والمزارعين في نطاق ضيق، سرعان ما كان يجري حلها.

ولم يسمع أحد أن الاختلافات الإثنية والثقافية بين هذه المجتمعات التي تم استغلالها بصورة واسعة في هذا الصراع كان لها دور في أي خلافات بين مجموعتي القبائل المختلفة؛ حيث كان يتم حل النزاعات في مؤتمرات قبلية تنتهي بتوقيع اتفاقيات المصالحة بين أطراف النزاع، غير أن النزاعات والحروب القبلية اتسعت بصورة كبرى مع الوقت، وتشعب النزاع، وتدخلت أطراف دولية وإقليمية.

ففي 1989 اندلع نزاع عنيف بين الفور (أفارقة) والعرب، وتمت المصالحة في مؤتمر عقد في الفاشر؛ مما أخمد النزاع مؤقتا، ورعى اتفاقيةَ الفاشر -التي أنهت الصراع- الرئيسُ السوداني الحالي عمر البشير الذي كان قد تولى الحكم عام 1989 بعد انقلابه على النظام القائم في الخرطوم آنذاك.

كما اندلع صراع قبلي آخر بين العرب والمساليت في غرب دارفور بين عامي 1998-2001؛ مما أدى إلى لجوء كثير من المساليت إلى تشاد، ثم وقعت اتفاقية سلام محلية مع سلطان المساليت عاد بموجبها بعض اللاجئين فيما آثر البعض البقاء في تشاد.

لغز ميليشيا "الجنجاويد"

كلمة "جنجاويد" مكونة من ثلاثة مقاطع هي: "جن" بمعنى رجل، و"جاو" أو "جي" ويقصد بها أن هذا الرجل يحمل مدفعا رشاشا من نوع "جيم 3" المنتشر في دارفور بكثرة، و"ويد" ومعناها الجواد.. ومعنى الكلمة بالتالي هو: الرجل الذي يركب جوادا ويحمل مدفعا رشاشا.

وهؤلاء غالبا ما يلبسون ثيابا بيضاء مثل أهل السودان، ويركبون الخيل، ويهاجمون السكان والمتمردين معا في دارفور، وهناك روايات عن نهبهم أهالي دارفور، واستهدافهم قبيلة الزغاوة الأفريقية التي خرج منها أحد زعماء حركات التمرد في دارفور، وعن مطاردتهم في الوقت نفسه للمتمردين على حكومة الخرطوم.

وعلى حين تتهم حركات التمرد الثلاثة في دارفور ووكالات الإغاثة الدولية الجنجاويد بأنهم أعوان الحكومة وتابعوها، وأنهم عرب يشنون هجمات عنيفة على الأفارقة السود من قبائل الفور والمساليت والزغاوة.. تنفي الحكومة السودانية ذلك بشدة، وتقول: إنها لا ولاية لها عليهم، وإنهم يهاجمون قواتها أيضا.

وينسب إلى هذه الميليشيات أنها تقوم بعمليات قتل واغتصاب وتشويه ونهب وإحراق عشرات الآلاف من البيوت، وتشريد مئات الآلاف من الأشخاص، ويقال: إن عددهم صغير جدا، ربما بضعة آلاف، لكنهم مسلحون تسليحا جيدا بالرشاشات ويركبون الخيل والجمال، وأن هدفهم من مهاجمة القبائل الأفريقية هو طردهم من بيوتهم، وإجبارهم على التخلي عن موارد المياه والمراعي المهمة للقبائل الرحل ذات الأصول العربية.

ويقال: إن الجنجاويد يعيشون على الرعي، وإنهم تعرضوا لضرر كبير بسبب التصحر الذي قلل من موارد المياه والمراعي في دارفور بشكل ضخم، وإنهم يهاجمون رجال القبائل الأفريقية؛ لأن منهم يخرج العدد الأكبر من مقاتلي حركات التمرد: جيش تحرير السودان وحركة العدالة والمساواة اللتين تمثلان المجموعتين المتمردتين الرئيسيتين في دارفور، وإن هدفهم بالتالي هو القضاء على التمرد من خلال ضرب هذه القبائل.

تابع في الملف: