الأحد، 23 مارس 2008

ابراهيم عثمان عبد القادر: أنا مؤسس الجنجاويد

ابراهيم عثمان عبد القادر («السفير»)

هذه هي المرة الاولى التي يعترف فيها سوداني بأنه مؤسس تنظيم الجنجاويد، اي

ابراهيم عثمان عبد القادر
القبائل المتهمة بارتكاب مجازر وعمليات ابادة جماعية. هو الشيخ ابراهيم عثمان عبد القادر الناطق الرسمــي باسم مجلس شورى القبائل العربية في دارفور. التقيته في مكتب خاص في الخرطوم قبيل انتقالي الى دارفور، وكان حوار استهله بلهجة يغلب عليها التهديد، وقال:
نحن القبائل العربية في دارفور شعرنا في مرحلة معينة اننا مستهدفون كاستهداف الحكومة، وهذا هو السر الذي جمع بيننا وبين حكومة الانقاذ لنقاتل في خندق واحد المجموعات التي تمردت من قبائل الزغاوة والفور والتي خرجت على شرعية وسيادة الدولة، وبالتالي فاننا قاتلنا ووقفنا مع الحكومة من دون مقابل، ليس لأننا من حزب الحكومة وانما لشعورنا بان ثمة استهدافا للقبائل العربية التي تشكل الاغلبية في ولايات دارفور الثلاث، فالقبائل العربية تشكل اكثر من 60 في المئة من سكان دارفور وهي تمتلك اكثر من 70 في المئة من الثروة في هذه الولايات. ولكن الآن وبعد ان وضعت الحرب اوزارها ووقعت الاتفاقيات في ابوجا نشعر بالخطر. فقد كنا نظن اننا كقبائل عربية قد اخرجنا من ابوجا وهذه حقيقة، ووجدنا نصا في الاتفاقية يقول بضرورة نزع سلاح الجنجاويد، وهذا يعني بالنسبة الينا استهدافا للقبائل العربية في دارفور ولذلك نحن استشعرنا الخطر وقامت هذه المجالس وتم تكليفنا بالدفاع عن العرب بعد ان انتهت الحرب.
هل تشعرون ان الحكومة خذلتكم بعد ان وقفتم الى جانبها؟.
∎ في الواقع نحن انتظرنا ان يتم انصافنا بعد ان وضعنا السلاح جانبا، وان تعود الينا حقوقنا رغم اننا لسنا طرفا في ابوجا، وكان من المفترض ان نكون جزءا من ابوجا، ولو اشركونا لكنا دافعنا عن حقوقنا كما ينبغي، ولكن شعورنا الآن ان الضغوط على حكومة الانقاذ قد وصلت الى حد انشاء محكمة الجنايات الدولية ووضع قائمة باسماء متهمين كثيرين من القبائل العربية بينما لم توضع اسماء لاولئك الذين كانوا سببا للصراع والقتل والدمار والتشريد والاغتصاب.
من يسمعك شيخ ابراهيم يظن انكم كقبائل عربية فعلا أبرياء رغم ان المنظمات الدولية جميعا تكاد تضعكم في قفص الاتهام؟
∎ يشهد الله اننا ابرياء ولم نتسبب بكل ما يجري.
هل تخشون على انفسكم من الاعتقال؟.
∎ نعم، والآن بدأت تتكشف امور عديدة وبينها ان ثمة قوائم باسم بعض ابناء القبائل العربية وعلى رأسهم علي عبد الرحمن علي الملقب بـ«كوشيه» والمنتمي الى قبيلة التعاشة العربية ويسكن وادي صالح، وهو رجل جريء وقف لحماية القبائل جميعا كي لا تنتهك حرمتها حين هجمت عليها مجموعة من المتمردين لابادتها. هو وقف دفاعا عن العرض والارض وها هو الآن عرضة للملاحقة من محكمة الجنايات والعدل الدولية ومعه آخرون ونحن نشعر بان تسليم مثل هذه القيادة من القبائل العربية سوف تربك حساباتنا وسنشعر بان الحكومة اذا تواطأت بتسليم أخينا احمد هارون او كوشيه او اي شخص آخر، ستحصل انفلاتات في 3 محاور، لاننا سنشعر بان الحكومة متواطئة وانها بعد ان استنفدت اغراضها من القبائل العربية قررت الوقوف ضدنا. ستجري عمليات استنفار ونقف في مواجهة كل من تمتد يده الى اي قيادي من قيادات القبائل العربية، وهناك خطر ثالث يهدد الآمن والاستقرار في دارفور في حال قررت الحكومة تسليم اي شخص الى محكمة دولية هذا سيعجل الانتقام من القبائل التي وشت بنا.
هل هذا تهديد للقضاء على القبائل الافريقية؟
∎ هناك من وشى بالقبائل العربية بعد ان استهدفها، فالقبائل غير العربية وبعد ان فشلت في القتال، تعمد الآن لملاحقتنا عبر المحاكمات. ولذلك فلو تم القبض على اي قيادي من القيادات العربية ستكون فاجعة وستتحرك القبائل العربية ضد بعض القبائل غير العربية وسيحصل انتقام وقتل ودمار اسوأ من الذي حصل في دارفور.
يا شيخ، حصلت جرائم كثيرة ضد القبائل غير العربية من ارتكبها؟ ثم ما هو الضرر في حال قررت الحكومة السودانية محاكمة المتهمين؟.
∎ لولا ان التطمينات التي يطلقها الاخ الرئيس البشير والتي نوصلها الى قبائلنا والتي اقسم فيها انه لن يسلم اي شخص، الله وحده يعلم ما كان سيحصل، رغم ان البعض يقول عندنا ان الرئيس اقسم في السابق على امور عديدة وتراجع عنها، فهو مثلا اقسم على عدم القبول بقوات دولية وها نحن اليوم نشم رائحة هذه القوات، فما الذي يمنع ان يقسم الرئيس في الا يسلم اي سوداني الى خارج البلاد ثم يتراجع عن ذلك. ربما تحصل ضغوط دولية ويضطر لتسليم البعض.
لو تم تسليم اي شخص الى القضاء السوداني، هل ستتحركون ضد الحكومة؟
∎ أبدا، واذا كانت هناك محاكمات داخل السودان فهذا يطمئننا، واذا تبين ان ثمة مجرمين من القبائل العربية او غير العربية فليحاكموا، ونحن مطمئنون تماما الى العدالة في السودان.
هل لديكم القدرة على مواجهة النظام السوداني في حال قرر تسليم شخص الى المحكمة الدولية؟.
∎ نعم، وبقوة، سنواجه ايضا المجتمع الدولي وبقوة ونحن قادرون على ذلك.
كيف ستواجهون؟
∎ نحن الان نعيش مع الذين وشوا بنا، نعرفهم فردا فردا والى أي قبيلة ينتمون، وبالتالي فان الناس تستطيع ان تأخذ حقها.
من ارتكب المجازر ضد القبائل غير العربية في حال انكم ابرياء كما تقول؟
∎ لا توجد يا أخي لا مجازر ولا عمليات ابادة جماعية، هذه مجرد ضغوط غربية علينا، ثم ان دارفور منذ العام 1933 دخلت عدة صراعات بين القبائل بين الزغاوة وبني حسين، وبين الزغاوة والزيادية، وبين بني هلبة والرزيقات، وبني هلبة والمهرية، والفلاتة والقمر، والتعاشة والسلامات وغيرها، وحصلت صراعات عديدة بين العرب والفور.. لكن اجهزة الاعلام العالمية لم تتناول ذلك سابقا، فالصراعات القبلية في دارفور موجودة منذ زمن بعيد. وربما ان قبيلة الزغاوة استنجدت هذه المرة بالاسرة الدولية بغية انشاء دولة تمتد من دارفور الى تشاد وافريقيا الوسطى، وهذا رفضناه بالامس وسنرفضه غدا وسنقاتل كل من يريد ان ينزع دارفور من سلطة القبائل العربية.
ما هو سبب الاقتتال التاريخي بين قبائل دارفور؟
الاقتتال تقليدي، وانا شهدته وشهدت اكثر من سبعة مؤتمرات للصلح، انه اقتتال بين الراعي والمزارع، كلما ضاقت الرقعة الزراعية بسبب الجفاف والتصحر في الشمال والنزوح الى الجنوب الاكثر غنى وكلأ، فان المزارعين كانوا يعربون عن انزعاج من هجمة الرعاة وتحصل احتكاكات. وقد وقع اقتتال اكثر من مرة ، كان الاقتتال يحصل في السابق بالسكين والحربة، لكن حين اندلع الاقتتال الاوسع العام ,1988 دخلت الاسلحة الثقيلة من الـ«آر بي جي» وال«بي سيفن» وغيرها.
من اين ياتي السلاح؟. هل سلحتكم الحكومة؟.
∎ يا اخي السلاح الذي نملكه هو اكثر من سلاح السلطة، ونحن نشتريه بجمالنا وابقارنا، وقد ذهبنا حتى ليبيا للحصول عليه، وانا اقول لك شيئا لم اقله سابقا، وهو ان انواع السلاح التي عندنا ليست متوفرة عند الحكومة. نشتري من دول الجوار. الجمل يباع بـ5 ملايين دينار ونستطيع ان نشتري ما نشاء. حدودنا شاسعة ونستطيع ان نمرر ما نشاء.
ثمة من يؤكد ان الزعيم الاسلامي الدكتور حسن الترابي وقف خلف محاولات تعريب بعض القبائل وانه كان وراء انشاء احزاب مقاتلة بينكم.
∎ ان المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الدكتور الشيخ حسن عبدالله الترابي قد دخل الصراع في دارفور بطريقة غير مباشرة، فهو لم يعط السلاح، وثمة من جنح من قبائل الزغاوة والفور نحو الترابي وبالتالي فحين قام الصراع، وجد الترابي هوى في نفسه لتبني الصراع بشكل عاطفي. لكنه لا يملك لا المال ولا السلاح لمد القبائل به. انا اؤكد ان المؤتمر الشعبي غير ضالع في احداث دارفور.
من هم الجنجاويد ؟ من يمولهم ويساعدهم ؟
∎ ليس لحكومة الانقاذ اي علاقة بالجنجاويد، فهي لم تعرف الجنجاويد الذي تم تأسيسه في دارفور العام .1988
يقال انك انت مؤسس الجنجاويد؟
∎ نعم انا الذي انشأته وهذا اعترف به للمرة الاولى، وقد اسسته نتيجة لصراعنا مع قبائل الفور الذي امتد منذ العام 1938 وحتى ,1988 وآنذاك كان كل حكام دارفور من قبيلة الفور والانقاذ لم تكن موجودة اصلا على الساحة السودانية.
لماذا اسميتموها الجنجاويد ؟
∎ كل من ركب الجواد وحمل السيف اسميناه كذلك، ونحن نختصر الاسم بـ«جيجي» وهذا اقوله للمرة الاولى. وقيل ان الاسم جاء من جواد وجن وهذا غير صحيح.
كيف سينتهي الصراع ؟
∎ ينتهي باحتمالات ثلاثة، اولها المساعدة الدولية، ثانيا ترك اهل دارفور يقررون الحلول في ما بينهم، وثالثا ان يقوم الحوار الدارفوري ـ الدارفوري لتصفية الحسابات. ونحن نؤكد اننا لو اجتمعنا كأهل دارفور تحت سقف واحد وحوار شامل وجامع فسوف يأتي الحل.

الجمعة، 21 مارس 2008

العالم.. مازال يقاوم فيروس التمييز العنصري


العالم.. مازال يقاوم فيروس التمييز العنصري

مكافحة التمييز العنصري بشتى أشكاله المقيتة كان ومازال من أولويات الأمم المتحدة التي تعبر عن ضمير المجتمع الدولي. وتحرص المنظمة الدولية على احياء يوم عالمي ضد العنصرية، وهو الحادي والعشرين من مارس من كل عام.
ففي مثل هذا اليوم من عام 1960، أطلقت الشرطة في جنوب افريقيا الرصاص على المتظاهرين، فقتلت 69 شخصاً كانوا مشتركين في مسيرة سلمية في مدينة شاربفيل ضد قوانين المرور المفروضة من قبل النظام العنصري الذي كانت تقوده في ذلك الوقت أقلية بيضاء. وفي إعلانها عن ذلك اليوم عام 1966، دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة المجتمع الدولي إلى مضاعفة جهوده من أجل القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري المساواة والعدالة والكرامة. ومنذ إنشائها حرصت الأمم المتحدة على مكافحة العنصرية بكل صورها. وكانت البداية هو الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عام 1948 الذي يعد ميثاق شرف على دول العالم الالتزام ببنوده القائمة على المساواة بين البشر.
وقد صدرت عن الأمم المتحدة العديد من الاتفاقات، بدءا من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها والتي صدرت عام1948. وفي عام1965، صدرت الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري. وفي العام التالي، جعلت الأمم المتحدة يوم 21 مارس اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري. ثم أبرمت في عام 1973 الاتفاقية الدولية لقمع جريمة الفصل العنصري والمعاقبة عليها. ومنذ ذلك التاريخ وعلى مدى ثلاثين عاماً، خصصت الأمم المتحدة ثلاثة عقود للعمل من أجل مكافحة العنصرية والتمييز العنصري، وكفالة الدعم للمناضلين في سبيل المساواة بين الأجناس. وقد تركز هيكل برنامج العمل للعقد الأول على التدابير التي ينبغي اتخاذها لتنفيذ صكوك الأمم المتحدة المتعلقة بالقضاء على العنصرية والتمييز العنصري، وشن حملة تثقيفية على الصعيد العالمي.
وشدد برنامج العمل للعقد الثاني على إجراءات الانتصاف التي يمكن أن يلجأ إليها ضحايا التمييز العنصري. وتضمن برنامج العقد حملة إعلامية عالمية تنادي بحقوق الإنسان، وقيام لجنة حقوق الإنسان بصياغة «تشريعات وطنية نموذجية« لإرشاد الحكومات في مجال سن التشريعات المناهضة للتمييز العنصري.
أما برنامج العمل للعقد الثالث ـ بداية الألفية الثالثة ـ ، فقد خطط له ان يركز على الدور المحوري الذي يؤديه التثقيف في مجال حقوق الإنسان فيما يتعلق بضمان احترام هذه الحقوق. وضرورة أن يتميز برؤية أعم لمشكلة العنصرية، وبالاعتراف بأن التمييز يمس جميع المجتمعات في العالم ويعرقل تقدمها.
فالمجتمع الدولي لم يعد بوسعه أن يكتفي بمعالجة الصراعات المتصلة بالعنصرية عند نشوئها؛ بل أصبح من الضروري دراسة جذور العنصرية وأحداث تغييرات مؤسسية لمنع اندلاعها.
قرار تاريخي للأمم المتحدة
في عام 1997، قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في قرارها 52 /111 المؤرخ 12 ديسمبر، أن تعقد مؤتمرا عالميا لمكافحة العنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب في موعد لا يتجاوز عام 2001.
ويعكس هذا القرار القلق الدولي المتنامي إزاء تصاعد حالات العنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب، كما يعكس الاعتراف بالتحديات والفرص القائمة فيما يتصل بمكافحة هذه الظواهر في عالم آخذ في التحول بصورة متزايدة نحو العولمة.
وقد قال الأمين العام للأمم المتحدة في الدعوة التي وجهها من أجل تجديد الالتزام بحماية حقوق الإنسان في الألفية الجديدة «مقابل كل حق نعلنه ترتكب يوميا مئات الانتهاكات. ومقابل كل صوت نضمن حريته تظل ثمة أصوات أكثر كثيرا عرضة للتهديد.
ومقابل كل امرأة أو فتاة نلتزم بحقها في المساواة، هناك الآلاف ممن لا يزلن يعانين من التمييز أو العنف. ومقابل كل طفل نلتمس له الحق في التعليم وفي التمتع بطفولة هادئة، يظل هناك أطفال أكثر بكثير يتعذر علينا الوصول إليهم. فالحقيقة أن عملنا لا ينتهي مطلقا».
وتتمثل أهداف المؤتمر العالمي، كما حددها قرار الجمعية العامة:
(1) استعراض التقدم المحرز في مكافحة العنصرية والتمييز العنصري، خاصة منذ اعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وإعادة تقييم العقبات التي تعترض سبيل مواصلة التقدم في هذا الميدان وسبل التغلب عليها.
(2) بحث سبل ووسائل تضمن تحسين تطبيق وتنفيذ المعايير القائمة لمكافحة العنصرية والتمييز العنصري.
(3) زيادة مستوى الوعي بويلات العنصرية والتمييز العنصري.
(4) صياغة توصيات محددة بشأن السبل الكفيلة بزيادة فعالية أنشطة الأمم المتحدة وآلياتها من خلال برامج ترمي إلى مكافحة العنصرية والتمييز العنصري.
(5) استعراض العوامل السياسية والتاريخية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها من العوامل التي تفضي إلى العنصرية والتمييز العنصري.
(6) صياغة توصيات محددة لتعزيز التدابير ذات المنحى العملي على كل من الصعيد الوطني والإقليمي والدولي لمكافحة جميع أشكال العنصرية والتمييز العنصري.
(7) وضع توصيات محددة لضمان حصول الأمم المتحدة على الموارد اللازمة للأنشطة التي تضطلع بها لمكافحة العنصرية والتمييز العنصري.
صرخة دروبان
المسيرة الدولية التي قادتها الأمم المتحدة ضد العنصرية المقيتة لم تتراجع، بل شهدت دفعة قوية. ففي عام 1999 قررت الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة جعل سنة 2001 العام الدولي للتعبئة ضد العنصرية والتمييز العنصري وكره الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب.
وبناء على ذلك عقد خلال الفترة من 31 أغسطس إلى 7 سبتمبر 2001 في دوربان بجنوب افريقيا - موطن المناضل الكبير نيلسون مانديلا المؤتمر العالمي لمكافحة العنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب.
وهو باكورة مؤتمرات الألفية الثالثة ومعلم في المكافحة الرامية إلى القضاء على جميع أشكال العنصرية. وكانت هناك رغبة من جانب الأمم المتحدة بأن يكون المؤتمر «مؤتمر أفعال لا مؤتمر أقوال». وفرصة لتكوين رؤية عالمية جديدة لمكافحة العنصرية في القرن الحادي والعشرين.
وكان أهم ما ميز المؤتمر أنه شهد جدلاً مثيراً فيما يتعلق بممارسات إسرائيل. إذ دعا إلى توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ضد أي تمييز عنصري يتعرض له. وحث إسرائيل على التراجع عن قوانينها التي تقوم على أساس التمييز الديني أو العنصري وعن سياساتها التي تحرم الفلسطينيين من حقهم في العودة إلى وطنهم، الأمر الذي حمل الوفدين الأميركي والإسرائيلي على الانسحاب من المؤتمر الذي شارك فيه أكثر من 12 ألف ممثل لـ 190 دولة، وحوالي 3000 منظمة غير حكومية.
لم يغفل مؤتمر دروبان أيضاً العديد من القضايا المسيئة لحقوق الإنسان وعلى رأسها تجارة الرقيق وسياسة الفصل العنصري (الأبارتايد) . وطرحت خلال مناقشات المؤتمر الساخنة فكرة تقديم الاعتذار أو التعويض عن سنوات الرق والعبودية التي عانت منها شعوب افريقيا.
وقد سيطرت على الجلسات التحضيرية قضية التعويضات ومعاناة الشعب الفلسطيني من الممارسات الإسرائيلية. وكان الرئيس النيجيري أولوسيغون أوباسنجو قد طالب الدول الغربية بالاعتذار عن المعاناة التي جلبها الاستعمار الغربي للأفارقة.
نهاية العنصرية الأميركية
الحادي والعشرون من مارس، يعد أيضاً من الأيام التاريخية في حياة الأميركيين السود. ففي مثل هذا اليوم من عام 1965، انطلقت شرارة انتفاضة للسود ضد بشاعة التمييز العنصري في المجتمع الأميركي. تلك البشاعة التي كان يلمسها أي زائر لبعض المدن الأميركية، إذ كان سيجد لافتة على المحلات التجارية تقول: (ممنوع دخول الكلاب والزنوج).
قاد تلك الانتفاضة أو المسيرة السلمية الزعيم الأميركي الأسود مارتن لوثر كينج من بلدة سلما بولاية ألاباما إلى مدينة مونتجمري عاصمة الولاية.
طالب السود وقتها بمنحهم الحق في انتخاب ممثليهم في مجالس الولاية والكونغرس. واستخدمت شرطة مدينة سلما العنف ضد السود. ولكن الانتفاضة أتت بثمارها بعد أربعة أشهر.اذ صدر في السادس من أغسطس قانون يعطي حق الانتخاب لجميع المواطنين بغض النظر عن لونهم.
هذه الانتفاضة، سبقتها مسيرة كفاح قادها المناضل لوثر كينج. بدأت فصولها مع وقوع حادث عنصري شهير ارتكبه احد البيض. ففي عام 1955، وقعت مشاجرة بين امرأة سوداء ومواطن أبيض في إحدى الحافلات، إذ رفضت المرأة ترك مقعدها للراكب الأبيض، فاعتقلتها الشرطة لأنها خرقت قوانين التمييز العنصري.
وقام كنج بحشد السود خلفه وقرروا مقاطعة كل الحافلات في مونتجمري لمدة عامين، وأقاموا دعوى قضائية أمام المحكمة الدستورية العليا التي قررت في النهاية إلغاء قوانين التمييز العنصري في وسائل المواصلات.
وشهدت بدايات الستينات ومع وصول الرئيس الأميركي الراحل جون كيندي إلى سدة الحكم، حملات شعبية من جانب السود للمطالبة بالمساواة. وكان عام 1963 من أكثر الأعوام سخونة. ووقعت في مدينة برمنجهام الأميركية سلسلة مظاهرات عنيفة، وألقت الشرطة القبض على لوثر كينج وأودعوه في سجن انفرادي.
وبعد خروجه واصل نضاله السلمي وألقى أروع خطاب في حشد جماهيري ضخم أمام نصب الرئيس الأميركي ابراهام لينكولن محرر العبيد. ومن كلمات كينج المأثورة في ذلك الخطاب: أحلم بيوم يعيش فيه أطفالي الأربعة في شعب لا يكون فيه الحكم على الناس بألوان جلودهم، ولكن بما تنطوي عليه أخلاقهم.
نضال السود للحصول على حقوقهم المدنية في ذلك العام، كان قد أثمر أيضاً عن إقرار المحكمة الدستورية العليا في عام 1963 دخول السود مدارس وجامعات البيض رغم أنف حاكم ولاية ألاباما العنصري جورج دالاس الذي منع الطلبة السود من الالتحاق بالمدارس الثانوية أو جامعة الولاية، ثم رضخ في النهاية بعد تدخل الرئيس كيندي لإنصاف السود. كان للوثر كينج الدور المؤثر والفعال في حصول الزنوج على حقوقهم المدنية.
وأطلقت مجلة تايم عليه لقب رجل العام، وكان أول زنجي يمنح هذا اللقب. وفي عام 1964 حصل على جائزة نوبل للسلام لدعوته إلى اللاعنف التي أثمرت عن توقيع الرئيس الأميركي لندون جونسون على مرسوم الحقوق المدنية في عام 1964.
وكينج مازال أصغر شخصية في تاريخ نوبل تفوز بالجائزة، إذ كان عمره وقتها 35 عاما. هذا المناضل، دفع حياته ثمنا لتحرير السود من عنصرية البيض.ففي الرابع عشر من فبراير 1968 اغتاله عنصري أبيض يدعى جيمس إرل راي.
ومع ذلك فالبيض الآن يكنون كل احترام لكينج. ويكرمه الأميركيون بتخصيص يوم عطلة قومية يحتفلون فيه بذكراه في ثالث يوم اثنين من شهر يناير من كل عام. كما قاموا بإعداد نصب تذكاري قومي بالقرب من نصب لينكولن الذي اعتبره كينج من أعظم رؤساء أميركا على مر العصور.
الزنوج 13% من سكان أميركا
تشير الأرقام إلى أن السود يشكلون حوالي 13% من عدد السكان في الولايات المتحدة. وربعهم تقريبا يعيشون تحت خط الفقر، أي أن دخل الفرد منهم يقل عن 18 ألف دولار سنويا. ومعدل عمر الأميركي الأسود أقل من نظيره الأبيض بـ 6 سنوات.
ويوجد عضو واحد بمجلس الشيوخ من السود، هو الديمقراطي باراك أوباما من بين 100 عضو. ويبلغ عدد الأعضاء السود بمجلس النواب 42 عضوا من بين 435 عضوا.
بقايا العنصرية في جنوب افريقيا
كشف شريط فيديو حديث في جنوب افريقيا، عن أربعة من الطلبة البيض يقومون بتعذيب عمال من السود، بالإضافة إلى تقديم الطعام لهم تبول عليه أحد الطلبة.
مجموعة من الشباب البيض قاموا بتصوير شريط الفيديو في سبتمبر الماضي، كرد فعل على إجراء لضم الطلبة السود مع الطلبة البيض في نفس المباني السكنية التي يقيمون بها.
الشريط يظهر أحد الطلبة وهو يتبول في إناء للطعام قبل أن يتم تقديمه إلى خمسة من عمال النظافة ـ أربع سيدات ورجل ـ ثم تعالت ضحكات أصدقائه. وينتهي شريط الفيديو بمشهد تقوم فيه إحدى السيدات بغسيل الأطباق مع كلمات تعني باللغة المحلية « هذا هو ما نعتقده عن الاندماج بين الطلبة البيض والسود».


كتب ـ حسن صابر

الموتمر الوطنى وسياسة التفرقة القبلية وفشل الحركات المسلحة حول قضية الوطن وفشل الحركات حول قضية الوطن




ان ما يجرى فى هذا البلد الممتد شرقاً حتى بورتسودان وغربا الجنينة وشمالا وادى حلفا وجنوبا نمولى ،فهى كانت الوحدة الجاذبة والرابطه بين هولا ابناء الوطن الواحد .

وعندما بدت السودان كمسمى ودولة بدت كاسرة تحمل اطفالها من اجل الحنان وارضاء الوالدين ،بداية بالثورات التحريرية وخاصة الثورة المهديه التى انضمت اليها كل اهل السودان بدون سياسة فرق تسد.

فالان نريد ان نكشف لكم اخطر ما يدور فى الانظمة السياسية الفاشلة بداية من كل الحكومات المدنية والعسكرية ،ولابد ان نقول الحقيقة ما دام انا ابن هذا السودان ، كلنا سكوتون وكلنا ميتون ولكن اهل السلطة هم الاحياء ،لانهم يستخدمون اقدامهم من اجل رفع راية الظلم والشعب ساكت على الحقيقة والكثيرين منا يعملون من اجل مصالحههم الشخصية فقط وليس الا.؟!والكل يعلم مبدأ ذلك من حاكمنا الى

غفيرنا.

والغفير اصبح حمار غير مسرج ياكل من القش السحت والنار اولى بالحمير الذين يركبون سروج المظلومين.غايتى ليست من اجل فضيلة تعيسة بل من اجل سيادة الانفتاح وعودة السودنة وكل ما يدور فى الحقائق وليس الا!

ان ما يدور فى انظمة النظام الحالى باطل ، لانه لا يقدم قضية وكل من يحمل سلاح لحل هذه القضية فنقول له انك لا تقدم بلد وبل ضرر لبلدنا،ولابد من الحوار والاخذ الكامل لحقوق من اجل المبدأ والحوار،وان المبعيات التى تتم من اجل المصالح يجب ان نتحى من كل امر فاسق .

وفى هذه الايام التى تمت فيه المصالحات بين احزاب وحركات مسلحة لاياتون بجديد وانما جاؤ من اجل المصلحة الشخصية فقط.

فليبطل الحكومة الاخلاق الفاسده،ويتنحى عن كل ما يدورفى اروقه الكوانيس الحزينة ،وهذه الرسالة التى تحمل معنى الفشل القهرى ، فهى غير مضمونه من برتوكلات بنى الفقراء ولكن من ينصف ويعدل من اجل الفقراء ومن يفتقر من الكرماء والنبلاء من قائمة المهمشين الذين سادوا فى المعسكرات اكثر تهمشاً وحافظوا على مصالحههم الشخصية من اجل السلطة والسلطات الوهمية المتمثلة فى السلطة الانتقالية لولايات دارفور بزعامة منى اركوى مناوى الموقع فى اتفاقية الفشل فى ابوجا وانه لا يستحق تلك المنصب،فالكرم للكرماء ولا للنبلاء والاغنياء؟

والسكرانين دوماً ومخمرون ويحكمون السودان وهم سكارا.

حقيقة لا اريد اسى احد ولكن اترنح من الوصول الى هدف واحد ،وهى :لابد من المساهمة والاخذ والعطاء باراء الفقراء والذين لايسون شى عند الاخرين .ورغم ذلك كلنا من حواء وادم والكل بشر.

املنا واحلامنا الكبيرة ضاعت فى عواصف السلطة الصحروايه واندثرت فى قلب الرمال،كنا ننادى باسم الشعب ولكن نسيناهم فى هضاب وتلال الرمال والقضية اصبحت باطة.وبل فاسق جانى مرتد مطرود من رحمة الله.

واتحدى كل من يقول انا برى مادام نحن فى هذا الوطن الحداد المداد.

فهل قدمت لنا السودان وسائل الراحة والرفاهية فى ظل هذا النظام العالمى الجديد؟فالاجابة اكيد لا.بعد استخراج النفط لا نرى غير وزير لديه عربة سيارات .وهى كالاتى:سيارة عمنا الوزير الشخصى ،وسيارة المنزل ،وسيارة الاولاد،والسيارة الاخيرة للمدام فى مشاويرها الخاصة.

عليكم الله ايها القاروؤن فسروا لى هذا وكم يبلغ مرتب الوزير؟

اسئلة كثيرة يدور فى ذهن كل قارئ ولكن معظم الكتاب والقراء جبانون لا يعرفون الحقيقة وانما يندسون فى هوايات الكذب والنفاق والا القليل منهم!

واذا حاسبنا انفسنا وراجعنا صدورنا فسوف ينعم هذا البلد،ولكن بشرط ايقاف المخصصات الشخصية لاى مسؤل فى السودان ، اى تبنى كل مسؤل عن اسرة او اسرتين فقط على الوجبات الرئيسية !

وبينما ناكل ونشرب من سحت ،والدليل على ارتفاع الاسعار فى الاسواق وكلنا ساكتين؟فلماذا نسكت والكلب ينبح؟

وكم واحد ينام بلا وجبة وكم طفل يصرخ فى الليل المظلم؟

وكم امرأة طلقت فى ليلة مشئومه؟.....والوزاء والحكام نائمون فى قفص الجرئمة، انه نقول جرئمة ،ولماذا اقول جرئمة لاننك انت الوزير غير مهتم بشان المسؤلين والمتشردين،ولكن اقول بان الانفتاح والتعاطف هى التى تبنى قضيةالوطن وغير ذلك لا نكون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ذواليد سليمان مصطفى ابكر

zoe_suliman@hotmail.com

www.zoelyed.yoo7.com

الأحد، 9 مارس 2008

ستعصاء الحقيقة في دارفور

ستعصاء الحقيقة في دارفور
معن البياري الحياة

حـدث غيـر مرّة أن خالف كبير مساعدي الرئيس السوداني رئيـس السلطة الانـتـقـاليـة الإقليميـة في دارفور مني أركو مناوي خطاب المؤسسة السياسية الحاكمة في بلاده، وبيانات المؤسسة العسكرية. ومن جديد ذلك قبل أيام أنه وصف قصف جيش بلاده في ثلاث بلدات في ولاية غرب دارفور في 8 و9 شباط (فبراير) الحالي بأنه مجزرة، وطالب المجتمع الدولي بإجراء تحـقـيـق بواسطة القـوة المشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي المتواجدة في الإقليم (يوناميد) بالتعاون مع السلطة الانتقالية للوصول إلى الحقائق، ومن ثم المحاسبة. وخالف مناوي بيانين للجيش ووزارة الخارجية في قوله إن البلدات الثلاث كانت خالية من أي وجود للتمرد المسلح أو المعارضة في أثناء قصفها واجتياحها.

وكان الجيش قد أعلن أنه استعاد في العمليات التي شنّها تلك البلدات بعد أن كانت بأيدي متمردين مسلّحين، وتم دحرهم إلى داخل تشاد، بعد أن خلّفوا وراءهم قتلى وجرحى ومعدّات. وقال بيان الخارجية إن القوات الحكومية هاجمت مسلّحي حركة العدل والمساواة التي دائما ما ترتكب أعمال عنف ضد المدنيين، وأن المناطق التي تم استهدافها جزء من الأراضي السودانية، ومن حقّ الدولة استردادها في إطار مسؤوليتها في بسط الأمن والسلام وتوفير أقصى درجات الحماية الممكنة للمواطنين المدنيين من الاعتداءات المتكررة للحركة المذكورة.

ولا يأتي البيانان الرسميان على ذكر أي أعداد لضحايا مدنيين في الحملة العسكرية الجديدة في الإقليم السوداني المنكوب، والذي قالت الخرطوم إنها أوقفت إطلاق النار فيه من جانب واحد عند افتتاح مفاوضات فشلت مع حركات ومجموعات مسلحة في ليبيا. وإذ يتعامى البيانان عن ذلك، يكون طبيعيا أن يلتفت المراقب لحالة التأزم الشنيعة والصراع الأهلي الذي لا يُراد له أن يتوقف في هذا الجزء من الأراضي السودانية إلى بيانات المنظمات الدولية ووكالات الأنباء الأجنبية التي تدأب السلطات السودانية على رميها بأنها مغرضة ومنحازة. وهذه «رويترز» تنقل عن شيخ قبيلة في إحدى البلدات قوله أنه يتوقع أن يتجاوز عدد الضحايا المائتين، وجميعهم مدنيون، ويذكر أن ثمة في اليوم التالي للهجوم المسلح 27 قتيلا، وأن معظم القتلى من زعماء القبائل أو المدرسين أو الذين يعملون مع الدولة. ويشارك زعيم قبلي في بلدة أخرى التوقعات بوصول القتلى إلى مائتين، ويشير إلى أسماء 44 منهم لديه من بلدة واحدة فقط. وتحفل تقارير بحديث شهود نفسها عن فظاعات مريعة وقعت، منها أن زعيما قبليا قتل في منزله مع عائلته بكاملها ومدرسي مدرسة كانوا في زيارته. ومنها أيضا أن شاهد عيان أبلغ «رويترز» هاتفيا أنه شاهد قنبلة تسوّي بالأرض كوخا فيه امرأة وثلاثة أطفال في داخله، وشاهد مهاجمين يقتلون سائقا من الهلال الأحمر السوداني، بالإضافة إلى أربعة مدنيين آخرين.

إذا أضيفت نتف الشهادات هذه وغيرها مما أوردته مواجيز إخبارية لوكالات الأنباء الأجنبية إلى إعلان المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن 12 ألف سوداني من أهل المناطق التي استهدفها القصف الحكومي يومي الجمعة والسبت الماضيين فرّوا عقب ذلك إلى جنوب شرق تشاد، وبذلك زيدوا على نحو 280 ألف لاجئ في 12 مخيما في تشاد، وإذا ما أضيف هذا البيان الأممي إلى ما نسب إلى فريق تابع للأمم المتحدة تفقّد مناطق أمطرها القصف العسكري الحكومي في غرب دارفور أن بلدتين تم إحراقهما بشكل جزئي، بعد تعرضهما لهجوم «رجال يمتطون خيولا ترافقهم عربات»، وأن حالة هلع واسعة تمنع السكان من التحدث بصراحة ووضوح عن الذي جرى للفريق الأممي بسبب تواجد جنود سودانيين بينهم، إذا أضيفت هذه المعطيات إلى تجاهل بيانات الخرطوم أي إفادة بشأن المدنيين الذين قضوا وأصيبوا وحُرقوا ونُهبوا، فإنه لا يعود في وسعنا التـسليم بأن الحقـيـقـة ولا شـيء غيرها هو ما تقوله الخرطوم، وأن الكذب ولا شيء غيره هو ما يصدر عن وكالات الأنباء الأجنبية والمؤسسات الدولية.

وفي البال أن الحكومة السودانية لم تعقّب بأي توضيح مقنع على ما تحذير الجنرال رودولف أدادا أن القوات المختلطة التي يقودها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الهجمات التي يتعرض لها المدنيون في دارفور من القوات الحكومية، من باب أن حماية المدنيين وتعزيز السلام عنصران أساسيان في ولاية « يوناميد «. لم نقع على تعقيب حكومي سوداني على ذلك، فيما استهجن بيان وزارة الخارجية « معيارا مزدوجا « يتعامل به الأمين العام للأمم المتحدة والمبعوث المشترك للمنظمة الدولية والاتحاد الإفريقي وبعض الدول لإدانتهم الجيش القومي الذي يقوم بواجباته، بينما لم يحرّكوا ساكنا تجاه استيلاء حركات التمرد على المناطق الثلاث في غرب دارفور في عمل مسلّح، راح ضحيته أبرياء.

وفيما يصيبنا جزع شديد حين تعرّفنا «رويترز» بأن ثلث أكواخ بلدة سربا المبنية بالقش حرقت، وأن سوق البلدة تم نهبه، وأن الحيوانات النافقة تناثرت في الشوارع الرملية للبلدة، وأن العائدين إلى هذه البلدة من بعض أهلها الهاربين وجدوا متعلقاتهم تحولت إلى أكوام من رماد، وفيما تنقل الوكالة عن امرأة هناك قولها إن ميليشيات تمتطي الجياد والجمال قامت بعمليات سلب ونهب وحرق واغتصاب، وعن زعيم محلي قوله إن عشر فتيات اغتصبهن رجال الميليشيات، وإحداهن في العاشرة من عمرها، وان نحو ثلاثة آلاف شخص مفقودون، فيما المشهد على هذا النحو بحسب هؤلاء، يكرر الجيش السوداني أن الهجوم كان لقتال حركة العدل والمساواة التي اختبأ أعضاؤها وسط السكان وارتدوا ملابس مدنية، ويعرض بنادق وأسلحة ثقيلة وبنادق بعضها إسرائيلية الصنع، ويقول إنه عثر عليها في المنازل في البلدة التي احترقت في تبادل لإطلاق النار.

إنها القصة نفسها إذاً، منذ اندلاع الاحتراب الأهلي في إقليم دارفور منذ نحو خمس سنوات، واشتعال الاتهامات المتبادلة بين الحكم في السودان وغير منظمة وجهة ودولة في العالم بشأن الوقائع المتوالية هناك، والتي ما أن نطمئن إلى أن ثمة هدوءا يتحقق حتى نفاجأ بأخبار تتوالى عن قتل وترويع وتدمير وحرق قرى وتشرد لاجئين وغير ذلك من حوادث لم تفلح الجهود السياسية والأمنية في إنهائها. وفيما شاع وصار من بديهي الحقائق الرائجة في العالم أن مائتي ألف سقطوا ضحايا هذا الصراع تقول الخرطوم إنهم تسعة آلاف فقط، ولا تكترث برد على العدد الرائج للمشردين، وهو مليونان ونصف المليون.

ولأن تقريرا لفريق من اتحاد الصحافيين العرب زار الإقليم قبل ثلاثة أعوام ووجد أن ما يجري مجرد مؤامرة «إسرائيلية»، ولأن فضائيات في الإعلام العربي وصل بعضها إلى التصوير في القطب الشمالي وأدغال البرازيل، كسولة في تقصّي الحقائق وفي بذل جهد ميداني واستقصائي في جحيم دارفور، ولأن البيانات الرسمية السودانية انفعالية ودفاعية، ولأن القناعة متوطنة بين جموع العرب في مطارح غير قليلة أن الحكاية وما فيها مؤامرة أميركية وغربية وإسرائيلية لتفتيت السودان، أو صهيوأميركية، بلغة قيادي بارز في اتحاد المحامين العرب مرة، فإن التعرف إلى حقائق الذي يحدث هناك يبقى أمرا مشتهى، ومستعصيا ربما، بدليل أننا بشأن فظائع الأيام الماضية نضطر إلى تصديق بيانات وكالات أنباء أجنـبـيـة ومصادر أممية ودولية، على الرغم من رمي الخرطوم لها بأنها مغرضة.

كاتب أردني

الدعوة إلي مكافحة التمييز والعنف ضد المراة





الدعوة الى مكافحة التمييز والعنف ضد المرأة في يومها العالمي
لافتات "كفى للعنف كفى للقتل نعم للسلام" و"كفى للتهميش لا للتمييز"
باريس (ا ف ب) - شهد يوم المرأة العالمي السبت دعوات الى انهاء الزواج الاجباري والعنف ضد المرأة في الوقت الذي نظمت التظاهرات في كافة أنحاء العالم تاييدا للمرأة في يومها.
وتنوعت القضايا التي اثيرت السبت حيث تراوحت ما بين حقوق الاجهاض في ايطاليا والعنف ضد المرأة في العراق واحتجاز النساء رهائن في كولومبيا.
ويتم الاحتفال بيوم المرأة منذ نحو 100 عام احياء للنضال العالمي من اجل منح النساء اللواتي يشكلن نصف سكان الكرة الارضية حقوقهن.
وفي العراق نددت مئات النساء خلال تجمع اقيم في بغداد "بالعنف" الذي يستهدفهن وطالبن بوقف "التمييز" و"التهميش" بحقهن. ورفعت المشاركات في التجمع الذي اقيم في قاعة الاحتفالات في فندق بابل وسط بغداد لافتات كتب عليها "كفى للعنف كفى للقتل نعم للسلام" و"كفى للتهميش لا للتمييز" و"كفى ارامل وثكالى".
وفي افغانستان اعرب الرئيس حميد كرزاي عن معارضته لاجبار النساء على الزواج وقال ان التهديد الذي يمثله تمرد طالبان يمنع الكثير من الفتيات من الدراسة في المدارس. وقال "ادعو القادة الدينيين وزعماء القبائل والرجال خاصة الى وقف اجبار النساء القاصرات على الزواج ووقف تزويجهن لرجال مسنين".
وتتعرض نحو 80 بالمئة من النساء الافغانيات للضغوط لتزويجهن بالاكراه كما يتم تزويج ثلثي الفتيات الافغانيات قبل ان يبلغن سن 16 عاما طبقا للامم المتحدة.
وتم تنظيم فعاليات في باكستان المجاورة حيث تنتشر "جرائم الشرف".
وجرت كذلك تجمعات مؤيدة للمرأة في الهند واندونيسيا والصين ودعا النشطاء الى انهاء التفرقة ضد المرأة التي تتمثل في العديد من الاشكال ومن بينها اجهاض الاجنة الاناث والانحياز في اماكن العمل.
وفي استراليا نددت وزيرة الاسكان وشؤون المرأة تانيا بليبرسيك بالتفاوت بين الرجل والمرأة وانعدام الاستقلال المادي للعديد من النساء.
وقالت "في اللحظة التي تدخل فيها المرأة سوق العمل فمن المرجح ان تكسب اقل من زملائها الرجال ايا كانت مهنتها او القطاع الذي تعمل فيه او مستواها".
واحتفلت كوريا الشمالية الشيوعية بيوم المرأة بطريقتها الخاصة حيث حثت النساء على رفض الموضة الغربية وان يكن "مثالا يحتذى به" في ملابسهن وطريقة تسريح شعورهن.
اما في اوروبا فقد هيمنت على الاحتفال بهذا اليوم مسائل من بينها المساواة في العمل والعنف ضد المرأة وحقوق الاجهاض.
وتظاهرت عشرات الاف النساء في العديد من المدن الايطالية مناديات بحق الاجهاض الذي تقره البلاد منذ 30 عاما الا انه اصبح قضية ساخنة على اجندة انتخابات نيسان/ابريل.
وتجمعت نحو 2000 امراة في وارسو للمطالبة بحقوق الاجهاض. وبولندا مثل ايطاليا هي بلد كاثوليكي لديها اكثر قوانين الاجهاض تشددا.
وفي فرنسا ركزت مظاهرة على الرهينة الفرنسية الكولومبية انغريد بيتانكور التي احتجزها مقاتلو "القوات الثورية المسلحة في كولومبيا" في شباط/فبراير 2002.
ودعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى انهاء عدم المساواة في الاجور بين المرأة والرجل وتعهد بفرض عقوبات مالية على المؤسسات التي تمارس ذلك لمعالجة المشكلة. وقعت خلال السبت احداث ذكرت بالصعوبات التي تواجه النساء.
فقد تعرضت امرأتان في مقاطعة ليمبوبو شمال جنوب افريقيا لمضايقات لارتدائهما تنانير قصيرة حسب الاذاعة العامة. وقد احاطت بهما مجموعة من الاشخاص وتحرشت بهما وطلبت منهما ان تخلعا ملابسهما قبل ان تحتمي المرأتان في صالون للشعر كان في الجوار.
وفي شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية تظاهرت الاف النساء وطالبن بمعاقبة مرتكبي جرائم العنف الجنسي ومن بينها الاغتصاب.
وقالت اسبيرانس كاتونغو "القانون الخاص بالعنف الجنسي لا يطبق (...) وفي اغلب الاحيان لا تعرف النساء حقوقهن".
وبلغ عدد حالات العنف الجنسي المبلغ عنها خلال عام 2007 اكثر من 7000 حالة في اقليم كيفو الشرقي الذي شهد اشتباكات عنيفة بين الجيش والميليشيات العام الماضي.
وفي اقليم كيفو الجنوبي المجاور ابلغ عن 15056 حالة عنف جنسي خلال عام 2007.
ويرمز يوم الثامن من اذار/مارس الذي اعلنته الامم المتحدة عام 1977 يوما عالميا للمرأة الى تاريخ نضال المرأة الطويل من اجل المساواة في الحقوق مع الرجل وهو يشكل تقليديا مناسبة لوضع حصيلة لظروفها في العالم والتنبيه الى الخطوات اللاحقة الواجب اتخادها