الأحد، 23 مارس 2008

ابراهيم عثمان عبد القادر: أنا مؤسس الجنجاويد

ابراهيم عثمان عبد القادر («السفير»)

هذه هي المرة الاولى التي يعترف فيها سوداني بأنه مؤسس تنظيم الجنجاويد، اي

ابراهيم عثمان عبد القادر
القبائل المتهمة بارتكاب مجازر وعمليات ابادة جماعية. هو الشيخ ابراهيم عثمان عبد القادر الناطق الرسمــي باسم مجلس شورى القبائل العربية في دارفور. التقيته في مكتب خاص في الخرطوم قبيل انتقالي الى دارفور، وكان حوار استهله بلهجة يغلب عليها التهديد، وقال:
نحن القبائل العربية في دارفور شعرنا في مرحلة معينة اننا مستهدفون كاستهداف الحكومة، وهذا هو السر الذي جمع بيننا وبين حكومة الانقاذ لنقاتل في خندق واحد المجموعات التي تمردت من قبائل الزغاوة والفور والتي خرجت على شرعية وسيادة الدولة، وبالتالي فاننا قاتلنا ووقفنا مع الحكومة من دون مقابل، ليس لأننا من حزب الحكومة وانما لشعورنا بان ثمة استهدافا للقبائل العربية التي تشكل الاغلبية في ولايات دارفور الثلاث، فالقبائل العربية تشكل اكثر من 60 في المئة من سكان دارفور وهي تمتلك اكثر من 70 في المئة من الثروة في هذه الولايات. ولكن الآن وبعد ان وضعت الحرب اوزارها ووقعت الاتفاقيات في ابوجا نشعر بالخطر. فقد كنا نظن اننا كقبائل عربية قد اخرجنا من ابوجا وهذه حقيقة، ووجدنا نصا في الاتفاقية يقول بضرورة نزع سلاح الجنجاويد، وهذا يعني بالنسبة الينا استهدافا للقبائل العربية في دارفور ولذلك نحن استشعرنا الخطر وقامت هذه المجالس وتم تكليفنا بالدفاع عن العرب بعد ان انتهت الحرب.
هل تشعرون ان الحكومة خذلتكم بعد ان وقفتم الى جانبها؟.
∎ في الواقع نحن انتظرنا ان يتم انصافنا بعد ان وضعنا السلاح جانبا، وان تعود الينا حقوقنا رغم اننا لسنا طرفا في ابوجا، وكان من المفترض ان نكون جزءا من ابوجا، ولو اشركونا لكنا دافعنا عن حقوقنا كما ينبغي، ولكن شعورنا الآن ان الضغوط على حكومة الانقاذ قد وصلت الى حد انشاء محكمة الجنايات الدولية ووضع قائمة باسماء متهمين كثيرين من القبائل العربية بينما لم توضع اسماء لاولئك الذين كانوا سببا للصراع والقتل والدمار والتشريد والاغتصاب.
من يسمعك شيخ ابراهيم يظن انكم كقبائل عربية فعلا أبرياء رغم ان المنظمات الدولية جميعا تكاد تضعكم في قفص الاتهام؟
∎ يشهد الله اننا ابرياء ولم نتسبب بكل ما يجري.
هل تخشون على انفسكم من الاعتقال؟.
∎ نعم، والآن بدأت تتكشف امور عديدة وبينها ان ثمة قوائم باسم بعض ابناء القبائل العربية وعلى رأسهم علي عبد الرحمن علي الملقب بـ«كوشيه» والمنتمي الى قبيلة التعاشة العربية ويسكن وادي صالح، وهو رجل جريء وقف لحماية القبائل جميعا كي لا تنتهك حرمتها حين هجمت عليها مجموعة من المتمردين لابادتها. هو وقف دفاعا عن العرض والارض وها هو الآن عرضة للملاحقة من محكمة الجنايات والعدل الدولية ومعه آخرون ونحن نشعر بان تسليم مثل هذه القيادة من القبائل العربية سوف تربك حساباتنا وسنشعر بان الحكومة اذا تواطأت بتسليم أخينا احمد هارون او كوشيه او اي شخص آخر، ستحصل انفلاتات في 3 محاور، لاننا سنشعر بان الحكومة متواطئة وانها بعد ان استنفدت اغراضها من القبائل العربية قررت الوقوف ضدنا. ستجري عمليات استنفار ونقف في مواجهة كل من تمتد يده الى اي قيادي من قيادات القبائل العربية، وهناك خطر ثالث يهدد الآمن والاستقرار في دارفور في حال قررت الحكومة تسليم اي شخص الى محكمة دولية هذا سيعجل الانتقام من القبائل التي وشت بنا.
هل هذا تهديد للقضاء على القبائل الافريقية؟
∎ هناك من وشى بالقبائل العربية بعد ان استهدفها، فالقبائل غير العربية وبعد ان فشلت في القتال، تعمد الآن لملاحقتنا عبر المحاكمات. ولذلك فلو تم القبض على اي قيادي من القيادات العربية ستكون فاجعة وستتحرك القبائل العربية ضد بعض القبائل غير العربية وسيحصل انتقام وقتل ودمار اسوأ من الذي حصل في دارفور.
يا شيخ، حصلت جرائم كثيرة ضد القبائل غير العربية من ارتكبها؟ ثم ما هو الضرر في حال قررت الحكومة السودانية محاكمة المتهمين؟.
∎ لولا ان التطمينات التي يطلقها الاخ الرئيس البشير والتي نوصلها الى قبائلنا والتي اقسم فيها انه لن يسلم اي شخص، الله وحده يعلم ما كان سيحصل، رغم ان البعض يقول عندنا ان الرئيس اقسم في السابق على امور عديدة وتراجع عنها، فهو مثلا اقسم على عدم القبول بقوات دولية وها نحن اليوم نشم رائحة هذه القوات، فما الذي يمنع ان يقسم الرئيس في الا يسلم اي سوداني الى خارج البلاد ثم يتراجع عن ذلك. ربما تحصل ضغوط دولية ويضطر لتسليم البعض.
لو تم تسليم اي شخص الى القضاء السوداني، هل ستتحركون ضد الحكومة؟
∎ أبدا، واذا كانت هناك محاكمات داخل السودان فهذا يطمئننا، واذا تبين ان ثمة مجرمين من القبائل العربية او غير العربية فليحاكموا، ونحن مطمئنون تماما الى العدالة في السودان.
هل لديكم القدرة على مواجهة النظام السوداني في حال قرر تسليم شخص الى المحكمة الدولية؟.
∎ نعم، وبقوة، سنواجه ايضا المجتمع الدولي وبقوة ونحن قادرون على ذلك.
كيف ستواجهون؟
∎ نحن الان نعيش مع الذين وشوا بنا، نعرفهم فردا فردا والى أي قبيلة ينتمون، وبالتالي فان الناس تستطيع ان تأخذ حقها.
من ارتكب المجازر ضد القبائل غير العربية في حال انكم ابرياء كما تقول؟
∎ لا توجد يا أخي لا مجازر ولا عمليات ابادة جماعية، هذه مجرد ضغوط غربية علينا، ثم ان دارفور منذ العام 1933 دخلت عدة صراعات بين القبائل بين الزغاوة وبني حسين، وبين الزغاوة والزيادية، وبين بني هلبة والرزيقات، وبني هلبة والمهرية، والفلاتة والقمر، والتعاشة والسلامات وغيرها، وحصلت صراعات عديدة بين العرب والفور.. لكن اجهزة الاعلام العالمية لم تتناول ذلك سابقا، فالصراعات القبلية في دارفور موجودة منذ زمن بعيد. وربما ان قبيلة الزغاوة استنجدت هذه المرة بالاسرة الدولية بغية انشاء دولة تمتد من دارفور الى تشاد وافريقيا الوسطى، وهذا رفضناه بالامس وسنرفضه غدا وسنقاتل كل من يريد ان ينزع دارفور من سلطة القبائل العربية.
ما هو سبب الاقتتال التاريخي بين قبائل دارفور؟
الاقتتال تقليدي، وانا شهدته وشهدت اكثر من سبعة مؤتمرات للصلح، انه اقتتال بين الراعي والمزارع، كلما ضاقت الرقعة الزراعية بسبب الجفاف والتصحر في الشمال والنزوح الى الجنوب الاكثر غنى وكلأ، فان المزارعين كانوا يعربون عن انزعاج من هجمة الرعاة وتحصل احتكاكات. وقد وقع اقتتال اكثر من مرة ، كان الاقتتال يحصل في السابق بالسكين والحربة، لكن حين اندلع الاقتتال الاوسع العام ,1988 دخلت الاسلحة الثقيلة من الـ«آر بي جي» وال«بي سيفن» وغيرها.
من اين ياتي السلاح؟. هل سلحتكم الحكومة؟.
∎ يا اخي السلاح الذي نملكه هو اكثر من سلاح السلطة، ونحن نشتريه بجمالنا وابقارنا، وقد ذهبنا حتى ليبيا للحصول عليه، وانا اقول لك شيئا لم اقله سابقا، وهو ان انواع السلاح التي عندنا ليست متوفرة عند الحكومة. نشتري من دول الجوار. الجمل يباع بـ5 ملايين دينار ونستطيع ان نشتري ما نشاء. حدودنا شاسعة ونستطيع ان نمرر ما نشاء.
ثمة من يؤكد ان الزعيم الاسلامي الدكتور حسن الترابي وقف خلف محاولات تعريب بعض القبائل وانه كان وراء انشاء احزاب مقاتلة بينكم.
∎ ان المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الدكتور الشيخ حسن عبدالله الترابي قد دخل الصراع في دارفور بطريقة غير مباشرة، فهو لم يعط السلاح، وثمة من جنح من قبائل الزغاوة والفور نحو الترابي وبالتالي فحين قام الصراع، وجد الترابي هوى في نفسه لتبني الصراع بشكل عاطفي. لكنه لا يملك لا المال ولا السلاح لمد القبائل به. انا اؤكد ان المؤتمر الشعبي غير ضالع في احداث دارفور.
من هم الجنجاويد ؟ من يمولهم ويساعدهم ؟
∎ ليس لحكومة الانقاذ اي علاقة بالجنجاويد، فهي لم تعرف الجنجاويد الذي تم تأسيسه في دارفور العام .1988
يقال انك انت مؤسس الجنجاويد؟
∎ نعم انا الذي انشأته وهذا اعترف به للمرة الاولى، وقد اسسته نتيجة لصراعنا مع قبائل الفور الذي امتد منذ العام 1938 وحتى ,1988 وآنذاك كان كل حكام دارفور من قبيلة الفور والانقاذ لم تكن موجودة اصلا على الساحة السودانية.
لماذا اسميتموها الجنجاويد ؟
∎ كل من ركب الجواد وحمل السيف اسميناه كذلك، ونحن نختصر الاسم بـ«جيجي» وهذا اقوله للمرة الاولى. وقيل ان الاسم جاء من جواد وجن وهذا غير صحيح.
كيف سينتهي الصراع ؟
∎ ينتهي باحتمالات ثلاثة، اولها المساعدة الدولية، ثانيا ترك اهل دارفور يقررون الحلول في ما بينهم، وثالثا ان يقوم الحوار الدارفوري ـ الدارفوري لتصفية الحسابات. ونحن نؤكد اننا لو اجتمعنا كأهل دارفور تحت سقف واحد وحوار شامل وجامع فسوف يأتي الحل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق